الخميس, 13 نوفمبر 2025
مادة إعلانية

خبراء فرنسيون "منبهرون" بمدارس الريادة… والمغاربة يتساءلون: هل رأوا ما لم نره نحن؟

الأربعاء 12 نوفمبر 2025
خبراء فرنسيون "منبهرون" بمدارس الريادة… والمغاربة يتساءلون: هل رأوا ما لم نره نحن؟

يوسف وفقير - الرباط

أعاد تصريح لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إحياء النقاش حول حصيلة إصلاح التعليم بالمغرب، بعدما أكد أن "مدارس الريادة" أثارت إعجاب مفتشين تربويين فرنسيين، بل وإنهم عبروا عن رغبتهم في استلهام النموذج المغربي لتطبيقه في فرنسا، في تصريح حمل جرعة عالية من التفاؤل تركت أثرا من الدهشة داخل الأوساط المتتبعة.

الوزير، الذي كان يدافع عن حصيلة خريطة الطريق الخاصة بإصلاح التعليم خلال جلسة مناقشة الميزانية أمس الثلاثاء بمجلس النواب، اعتبر أن التجربة لا تمثل نجاحا داخليا فقط، بل إن "صداها تجاوز الحدود"، مستندا إلى ما وصفه بتقييمات رسمية صادرة عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والتي أشارت ـ وفق تعبيره ـ إلى تحقيق 80 في المائة من أهداف البرنامج.

ومع تأكيده أن هذا الرقم كاف لإثبات نجاعة التجربة، ورفضه لما سماه "خطاب التركيز على 20 في المائة من الإخفاقات"، وجد الوزير نفسه في ساحة أوسع من الجدل، حيث تساءل كثيرون عما إذا كان نموذج أطلق قبل سنتين فقط، وجرى تعميمه جزئيا ولم يبلغ بعد مرحلة جني النتائج، قادرا على إبهار خبراء دوليين إلى درجة التفكير في استنساخه بأوروبا.

الاستغراب لم يتوقف هنا، إذ يستدعي السياق التاريخي أن المنظومة التعليمية المغربية نفسها تشكل امتدادا مباشرا للمدرسة الفرنسية في البرامج والمناهج والبنية التربوية منذ عهد الحماية، ما يجعل المفارقة أكثر إثارة: كيف يمكن للفرع أن يدهش الأصل، بينما ما زالت جذورنا المعرفية والتربوية مستمدة منه؟

المفارقة الأكبر، وفق عدد من المتتبعين، أن النظام التعليمي الفرنسي ذاته يعيش منذ سنوات أزمة ثقة عميقة في الداخل الفرنسي وباعتراف الفرنسيين أنفسهم، حيث تقارير وخبراء وأصوات مجتمعية هناك تصنفه ضمن النماذج المتعثرة التي تبحث بدورها عن مخارج، الأمر الذي يضاعف علامات الاستفهام حول معنى "الانبهار" وحدوده وسياقاته.

في مقابل ذلك، استرسل برادة في الدفاع عن الإصلاح، مؤكدا أن 80 في المائة من ميزانية القطاع، التي تبلغ 100 مليار درهم، خصصت لتحسين وضعية الأساتذة، داعيا إلى رد الاعتبار لنساء ورجال التعليم باعتبارهم حجر الزاوية في أي إصلاح حقيقي، ومقرا بوجود اختلالات مرتبطة بالاكتظاظ والبنيات، خاصة في بعض مؤسسات "الريادة" نفسها، حيث تجاوز عدد التلاميذ 40 في القسم الواحد.

كما نفى الوزير أي تبعية لمختبرات أجنبية، موضحا أن التعاون اقتصر فقط على المؤسسة البحثية العالمية "جي-بال" في إطار تبادل الخبرات، معلنا عن خطة لتأهيل 2000 مؤسسة سنويا وإعادة تجهيز الفضاءات المدرسية، من أقسام صحية وملاعب وأسوار، وبناء مؤسسات جديدة لتخفيف الضغط.

غير أن النقاش الذي أثاره تصريح "الانبهار الفرنسي" يبدو أنه سيتجاوز جلسة البرلمان، فالرأي العام الذي ما زال ينتظر نتائج ملموسة للإصلاح، يتساءل اليوم عما إذا كنا أمام تقييم مبني على مؤشرات حقيقية، أم أننا أمام قراءة متفائلة أكثر مما يحتمل واقع المدرسة العمومية في نسختها الحالية.

فبين ما يقال في قاعات العرض، وما تظهره الفصول الدراسية، ما زالت الأسئلة أكبر من الأجوبة… والنتائج وحدها كفيلة بالحسم، ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

بنسعيد: 80% من دور الشباب عادت للاشتغال… والهدف تعميم الفتح قبل 2026
مجتمع

بنسعيد: 80% من دور الشباب عادت للاشتغال… والهدف تعميم الفتح قبل 2026

يوسف وفقير - الرباطكشف وزير الثقافة والشباب والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن حوالي 80 في المائة...

0 تعليقات
الجيل الخامس في المغرب: حين تكون السرعة اختبارا للعدالة… لا امتيازا للمحظوظين
مجتمع

الجيل الخامس في المغرب: حين تكون السرعة اختبارا للعدالة… لا امتيازا للمحظوظين

يوسف وفقير - الرباطمع الإعلان عن دخول المغرب رسميا إلى مرحلة الجيل الخامس للاتصالات، بدا المشهد للوهلة الأولى مبشرا، يعد...

0 تعليقات

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا

نحن نحترم خصوصيتك. لن نشارك بريدك مع أي طرف ثالث.

تعليقات الزوار (0)

لا توجد تعليقات بعد

كن أول من يعلق على هذا المقال

أضف تعليقًا

سيتم مراجعة تعليقك قبل النشر

اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

جميع الحقوق محفوظة لموقع bawabapress.com © 2025
شروط الاستخدام سياسة الخصوصية تم إنشاء وإدارة الموقع بواسطة AppGeniusSARL