يوسف وفقير - الرباط
عادت مسألة الزمن المدرسي لتفرض نفسها مجددا ضمن النقاش العمومي المتواصل حول إصلاح منظومة التعليم، حيث جددت النقابة الوطنية للتعليم، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية العامة للشغل، مطالبتها بتخفيض ساعات التدريس، معتبرة ذلك خيارا تربويا واجتماعيا لا غنى عنه للنهوض بالمدرسة العمومية.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب الوطني للنقابة، ربيع الكرعي، في تصريحات صحفية، أن هذا المطلب لا يندرج ضمن ما وصفه بالمطالب الفئوية الضيقة، بل يعكس توجها بيداغوجيا يهدف إلى تحسين جودة التعلمات، وصون حق المتعلمين في تعليم فعال، مع الحفاظ على كرامة الشغيلة التعليمية وظروف اشتغالها.
وأوضح المسؤول النقابي أن تنظيم الزمن المدرسي الحالي يكشف عن اختلالات واضحة، إذ تُفرض على أساتذة التعليم الابتدائي حمولة زمنية تصل إلى 32 ساعة أسبوعيا، مقابل 24 ساعة في السلك الثانوي الإعدادي و21 ساعة في الثانوي التأهيلي، وهو تفاوت يطرح، حسب تعبيره، أكثر من علامة استفهام حول منطق التوزيع ونجاعته التربوية.
وأشار الكرعي إلى أن هذه الحمولة الثقيلة، خاصة في التعليم الابتدائي، لا تراعي الخصائص النفسية والمعرفية للأطفال في مرحلة التكوين الأساسي، وتتحول إلى ضغط يومي يؤثر سلبا على التركيز والاستيعاب، ويؤدي إلى إنهاك مزدوج للتلميذ والأستاذ، لا سيما في ظل الاكتظاظ وتراكم المضامين الدراسية.
وأضاف أنه رغم الانخفاض النسبي لساعات التدريس في الثانوي الإعدادي والتأهيلي، فإن طبيعة المواد وتشعب المسارات الدراسية وكثافة المقررات، إلى جانب ضغط الفروض والدعم والتقويم، تجعل الزمن الأسبوعي مرهقا وغير منسجم مع المقاربات البيداغوجية الحديثة المعتمدة على الجودة لا الكم.
وشدد الكاتب الوطني للنقابة على أن مرافعة هيئته لا تقوم على منطق تقليص الجهد في حد ذاته، بل تنطلق من ضرورة إعادة هيكلة الزمن المدرسي بشكل عقلاني، يركز على المواد المحورية داخل كل شعبة، ويحترم خصوصيات المسارات الدراسية، بدل الإغراق في حصص زمنية لا تفضي إلى تعلم فعلي.
وكشف المتحدث أن المقارنات الدولية تؤكد أن الرفع من جودة التعليم لا يتحقق عبر تضخيم عدد الساعات، وإنما من خلال تحسين مردودية الحصة الدراسية، وتخفيف البرامج، وتوفير شروط عمل إنسانية ومهنية تحفز الأستاذ على الإبداع والعطاء.
وطالب الكرعي، في ختام تصريحه، بتخفيض محسوب لساعات التدريس، قائم على أسس بيداغوجية واضحة، ومرفوق بإصلاح عميق للمناهج والبرامج، وفتح حوار اجتماعي جاد ومسؤول، مؤكدا أن جودة التعلمات لا يمكن فصلها عن كرامة الأستاذ وظروف اشتغاله.
وردة أحرون-إيموزار كندرإن مشكلة غياب ثقافة استعمال الفضاء المشترك، وغياب الإحساس بأن هذا المكان ملك للجميع، وأن حريتنا في اللعب...
يوسف وفقير - الرباطعقدت الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، اليوم الأربعاء بالرباط، الدورة الثانية لمجلسها الإداري برئاسة وزير الصحة والحماية...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني