يوسف وفقير - الرباط
اتهمت فرق ومجموعة المعارضة بمجلس النواب اليوم الثلاثاء، الحكومة بـ"الفشل الذريع في النهوض بالاقتصاد الوطني"، واتباع سياسة إنكارية تجاه الأزمات الاجتماعية، معتبرة أن المواطن هو الحَكَم الحقيقي على الأداء الحكومي. ودعت إلى "الرجوع لله" وتقييم واقعي بعيد عن الخطابات الوردية، محذّرة في الوقت ذاته من الفراغ وانعدام الثقة والاحتقان الاجتماعي نتيجة ما وصفته بـ"خطاب العجرفة والتجبر والوعيد" الصادر عن الأغلبية.
وخلال اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، وجّه رئيس الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، انتقادات لاذعة للحكومة، متهما إياها بالفشل الذريع في إنعاش الاقتصاد الوطني، واتباع "نهج إنكاري" لتفاقم الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن الحكومة تختتم ولايتها بخمسة قوانين مالية متتالية اتسمت بالخطاب الوردي، رغم التراجعات المسجلة في مؤشرات معيشة المواطنين.
شهيد استنكر كذلك ما اعتبره "أسلوبا متعجرفا" في تعامل الحكومة مع المعارضة، رافضاً “النعوت المهينة” الموجهة إليها، ومذكراً بدورها الدستوري في بناء الدولة الحديثة، قبل أن يوجّه رسالة ضمنية إلى رئيس الفريق النيابي للتجمع الوطني للأحرار، داعيا إياه إلى تغيير المتملقين والمرتزقين الذين يكتبون له.
كما تحدث عن الديون العشرة التي ستخلّفها الحكومة، أبرزها ارتفاع المديونية لأكثر من 1124.2 مليار درهم، وبلوغ البطالة 13.3%، إضافة إلى تبديد زمن الإصلاحات الهيكلية في ملفات التقاعد والمقاصة، وعدم مصادقة المجلس الأعلى للحسابات على حسابات الحكومة لثلاث سنوات متتالية. وختم بالقول: "نسأل الله أن يغفر لحكومة الكفاءات ما اقترفته من ذنوب في حق المغاربة.
من جهته، دعا إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي، إلى تقييم فعلي وواقعي للحصيلة الحكومية بعيدا عن "الخطابات الإنشائية"، مؤكدا أن المواطن هو الحاكم الحقيقي، والواقع معروف والتاريخ شاهد. وانتقد ما وصفه بالسياسة الليبرالية المتوحشة التي تجعل الفقراء يمولون الأغنياء، في ظل غياب ضريبة على الثروة، مشددا على أن فلسفة المالية العمومية تقوم على جمع خيرات البلاد عبر الضرائب وتوزيعها بعدالة على المواطنين.
السنتيسي أشار كذلك إلى أن المغرب عاش خلال الولاية الحالية أكبر عدد من الاحتجاجات في تاريخه الحديث، ملاحظا أن بعض الوزراء يشتغلون بجد، بينما آخرين "كسالى لا يفعلون شيئا". وأضاف: المغاربة بغاو الحقيقة وبغاو شوية أمل، ولكن بغينا إنجازات حقيقية. كما تساءل عن مصير وعود التشغيل قائلا: قال رئيس الحكومة إن النصف الثاني من الولاية مخصص للتشغيل، ولكن فين هو التشغيل؟.
أما رشيد حموني، رئيس الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية، فاعتبر أن مناقشة مشروع قانون المالية ليست مجرد مسطرة شكلية، بل لحظة لمساءلة اختيارات الحكومة وتقييم حصيلة التزاماتها. وحذّر من الفراغ وانعدام الثقة والاحتقان الاجتماعي، منتقدا خطاب العجرفة والتجبر والوعيد الذي قال إنه يهيمن على لغة الأغلبية.
وأضاف حموني أن هذه المقاربات لا يمكن إلا أن تؤدي إلى استفزاز المواطنين وفقدان الثقة في البرلمان والحكومة والسياسة برمتها، وموجها سؤالا ساخرا للأغلبية: شكون الشوافة اللي قالت ليكم باقيين حتى 2030؟. وختم بالتأكيد على أن العدو الحقيقي ليس المعارضة، بل الفقر والبطالة والتقاعد والمناطق القروية المهمشة”، معتبرا أن الأغلبية تفتقر إلى الحس السياسي والثقافة الديمقراطية.
يوسف وفقير - الرباطفي خطوة تعكس الإرادة الملكية في ترسيخ الشفافية واستباق التحولات الرقمية التي تطبع المشهد السياسي، خُصِّص جزء...
في تطور مثير بخصوص ملف "الأعوان العرضيين" بجماعة ايموزار كندر والدي يتابع فيه مصطفى لخصم إلى جانب موظفين بنفس الجماعة...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني