يوسف وفقير - الرباط
في ليلة كروية ستبقى محفورة في ذاكرة المغاربة، كتب المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة صفحة جديدة في تاريخ كرة القدم المغربية، بعد تتويجه بلقب كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي، إثر فوزه في النهائي على منتخب الأرجنتين لكرة القدم تحت 20 سنة بهدفين نظيفين، على أرضية ملعب "خوليو مارتينيز الوطني" بالعاصمة سانتياغو.
منذ الدقائق الأولى، بدا أشبال الأطلس عازمين على فرض شخصيتهم، حيث افتتح ياسر زابيري التسجيل في الدقيقة 12 من ضربة خطأ محكمة، قبل أن يعود ليوقّع الهدف الثاني في الدقيقة 29، وسط أداء جماعي منظم وقتالية عالية أرهقت المنتخب الأرجنتيني. ورغم محاولات التانغو المتكررة، ظلّ الدفاع المغربي صلبا والحارس غوميز متألقا، ليُعلن الحكم صافرة النهاية وتتويج المغرب لأول مرة بطلا للعالم في هذه الفئة.
أصوات من قلب الإنجاز
تدفقت المشاعر في تصريحات اللاعبين عقب المباراة. عثمان معمة، المتوج بجائزة أفضل لاعب، قال: "هذا الإنجاز ليس فرديا. قاتلنا من أجل الملك والشعب المغربي. هذا اللقب سيبقى خالدا في الذاكرة".
أما ياسين جيسيم، صاحب الأداء اللافت، فقد وصف اللحظة بأنها "لا تُنسى: أهدي هذا التتويج للشعب المغربي وللملك محمد السادس… إنها أجمل هدية لوالدتي في عيد ميلادها".
بدوره، شدد فؤاد الزهواني على أن الفريق لم يأتِ للمشاركة فقط، بل للفوز: منذ البداية جئنا بالكأس، وهذا ما فعلناه. أهدي اللقب للملك محمد السادس، ولأكاديمية محمد السادس، ولجماهيرنا التي سافرت 13 ساعة لتكون معنا.
أما نعيم بيار فقال: اللقب يكاد لا يصدق. نحن سعداء، وتعجز الكلمات عن وصف هذا الشعور. وعلي معمر عبّر عن الفخر:إنها لحظة تاريخية، أصبحنا أبطال العالم باسم المغرب.
وتنوعت رسائل الشكر بين اللاعبين، لكن خيطا واحدا جمعهم: الامتنان للملك، للشعب، وللجامعة. حسام الصادق قال: وعدنا الجماهير ووفينا، فيما أكد محمد طه ماجني أن هذا التتويج هوثمرة مشروع طويل بدأ في أكاديمية محمد السادس. أما الحارس عبد الحكيم المصباحي، فقال بتأثر: هذه فرحة لا توصف… شكرا للملك وللجماهير التي قطعت آلاف الكيلومترات من أجلنا.
وهبي… "الفوز ليس بالحظ، بل بالعمل"
من جهته، كشف الناخب الوطني محمد وهبي عن كواليس الإنجاز قائلا: "هذا اللقب لم يكن ليتحقق لولا العمل الجماعي الرائع. كنت محاطا بطاقم تقني وإداري استثنائي. لم أشعر بالضغط، لأنني كنت أعلم أننا أسود حقيقيون داخل الميدان"
وأضاف: لا أؤمن بالمرشح المسبق. مثلما قال أنشيلوتي: الأسد يجب أن يجري ليأكل، والغزال ليبقى حيا. نحن ركضنا وقاتلنا من أجل الكأس.
كما تحدث وهبي عن الروح القتالية للاعبين قبل المباراة النهائية: استيقظت في الرابعة فجرا ووجدتهم لا يزالون يعملون… هذا الفريق لا يُقهر بروحه.
وختم قائلا: أهدي اللقب للملك محمد السادس الذي جعلنا نعيش هذا الحلم، ولـفوزي لقجع الذي آمن بنا. نحن فخورون لأننا أسعدنا الشعب المغربي.
فرحة وطنية وبداية مرحلة جديدة
من الرباط إلى الدار البيضاء، ومن طنجة إلى الداخلة، عمت الاحتفالات شوارع المملكة، ورفرفت الأعلام في كل الساحات، احتفاء بإنجاز غير مسبوق يزكي المسار التصاعدي لكرة القدم المغربية، التي باتت تفرض اسمها عالميا بعد التألق في مونديال الكبار 2022.
بهذا التتويج التاريخي، يعلن "أسود المستقبل" ميلاد جيل جديد من الأبطال، ويؤكد المغرب مكانته كقوة كروية صاعدة لا تهاب الكبار.
وستعود الكتيبة الوطنية إلى أرض الوطن غذا الثلاثاء، حيث من المنتظر تخصيص ممر شرفي في حافلة مكشوفة لأبطال العالم.
بأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أشرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الخميس...
الزوجال محمد رضا-طنجة نظم نادي اتحاد الشمال للدراجات النارية و تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية للدراجات النارية ندوة صحفية من...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني