تطلق ساكنة دوار أولاد مريم عين بني كثير، التابع لمشيخة العناترة بجماعة سلفات في إقليم سيدي قاسم التابع لجهة الرباط سلا القنيطرة ، نداء استغاثة إلى عموم صناع القرار للمطالبة بالتدخل الفوري لإنهاء عقود من الحرمان من أبسط الحقوق الأساسية: و تتجلى أساسا في الماء الصالح للشرب والتنمية.
على الرغم من التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وتأكيده المتواصل على ضرورة تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي ضمن البرنامج الوطني للتزود بالماء ومياه السقي 2020-2027، إلا أن دوار أولاد مريم لا يزال يعيش واقعا مريرا في تنامي العطش والعزلة التنموية.
حيث لا تزال بيوت دوار أولاد مريم تفتقر إلى الربط بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب منذ عقود، مما يضطر السكان للاعتماد بشكل كلي على شاحنات صهريجية لا تكفي لسد الحاجة. فالدوار لا يتلقى سوى شاحنة واحدة في الاسبوع من المياه الصالحة لشرب وهي في الواقع غير صالحة للشرب ، و بعض كميات المياه الخاصة بالماشية من خلال شاحنة في حدود ثلاثة ايام في الاسبوع و تبقى غير كافية وهو ما يعتبر قطرة في محيط العطش تعيشه ساكنة الدوار و الذي يهدد حياة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى، ويزهق أرواح المواشي التي تموت بالعطش. ولكونها كمية ضئيلة تدفع السكان إلى القيام برحلات متعددة وشاقة للبحث عن المياه من خلال الإستعانة بالحمير و البغال ، في ظل غياب الآبار الجوفية الكافية وارتفاع درجات الحرارة.
والأكثر إيلاما بالنسبة لساكنة الدوار هو أن الدوار شهد إحداث "سقاية" لربط الماء، لكنها لا تزال مجرد هيكل بدون صنابير، ولم يتم تشغيلها بعد، مما يزيد من إحباط السكان الذين استبشروا خيرا بإمكانية انتهاء معاناتهم التي يشترك فيها أيضا الأطفال و الفتيات في رحلة البحث عن المياه .
وتمتد عزلة دوار أولاد مريم ليس في الماء الماء فحسب، بل تمتد لتشمل عزلة تنموية حيث الطريق داخل الدوار غير معبدة لا تسمح بمرور السيارات ويتم الإستعانة بالتراكتور و الحمير
كما لاتزال الطريق الرابطة بين زكوطة ودوار أولاد مريم، وكذلك الطريق المؤدية إلى سوق السبت، غير معبدة، مما يزيد من معاناة السكان في التنقل، ويؤثر سلبا على مسار أطفالهم وشبابهم الدراسي، ويحد من فرصهم الاقتصادية.
هذا الحرمان المزدوج من الماء وتطوير البنية التحتية، يحرم المنطقة من إمكانيات كبيرة في الرفع من التنمية الفلاحية حيث لاتزال الكثير من الهكتارات خارج مجال الاستفادة من مشاريع السقي و التكوين للفلاحين الصغار ، التي يمكن أن تعود بالنفع على سكان الدواوير والاقتصاد الوطني. ويشعر سكان دوار أولاد مريم وذويهم
الذين هاجروا إلى مدن أخرى لإنقاذ مستقبل ابناءهم الدراسي و اسرهم من التهميش التنموي كأن المنطقة تعيش "عقاب تنموي"، حيث لا مياه للشرب ولا استفادة من توسيع مجال السقي على الأراضي البورية وغيرها من الفرص التنموية .
وقد بادرت ساكنة دوار أولاد مريم إلى توجيه مراسلات إلى العديد من المسؤولين، إلى وزير التجهيز و الماء ، ورئيس جماعة سلفات ، وعامل صاحب الجلالة لعمالة سيدي قاسم، ورئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة منذ سنة 2023 لكن معاناتهم لا تزال قائمة دون استجابة ملموسة.
لذا، فإن ساكنة دوار أولاد مريم عين بني كثير تناشد كافة الضمائر الحية، وتدعو والي جهة الرباط سلا القنيطرة للتدخل العاجل من أجل الإنصاف التنموي لإنهاء هذه المعاناة، وتزويد الدوار بالماء الصالح للشرب بشكل دائم، وزيادة عدد شاحنات المياه لتلبية الحاجات اليومية للساكنة والمواشي، بالإضافة إلى الإسراع في تعبيد الطريق لفك العزلة عن الدوار وربط المنازل و المدرسة بشبكة التزويد بالماء الصالح للشرب.
و تتساءل ساكنة الدوار متى سيصل صوت دوار أولاد مريم إلى من بيدهم القرار من خلال التفاعل الإيجابي و المستعجل مع مطالبهم الدستورية و الإنسانية و الانصاف من التنمية القروية
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، أن الحكومة معبأة بشكل كامل خلف الملك محمد السادس لتفعيل وتوسيع الاستراتيجيات التنموية، بما يفتح...
يوسف وفقير - الرباط بمناسبة الذكرى الـ 26 لتربع الملك محمد السادس على العرش، نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لقاء علميا خصصه لتقييم الحصيلة المرحلية لتفعيل...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني