بقلم: وردة أحرون
في مدينة تتنفس الصنوبر وتغفو بين ظلال الأطلس المتوسط، تتجدد الحياة في ساحة "التاج" بمدينة إفران، حيث يحتفل الزوار لليوم 3 على التوالي بمهرجان يشبه القصيدة المفتوحة على احتمالات الفرح. الدورة السابعة لمهرجان إفران ليست مجرد حدث عابر، بل لحظة تراكمية تختزل الطاقات التنظيمية، وتستدعي التفاعل الجماهيري في أجمل تجلياته.
الجماهير الغفيرة التي صنعت الدهشة
من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقيها إلى غربيها، توافد الزوار على ساحة التاج كأنهم يلبّون نداءً خفيًا للجمال والاحتفاء. السياح الأجانب بدورهم شاركوا في رسم فسيفساء بشرية متعددة الثقافات، ما جعل من المهرجان نقطة التقاء حضاري فريدة تُعبّر عن كرم الضيافة المغربي وانفتاحه الطبيعي.
* تنظيم يُحتذى به وتنسيق استراتيجي
السلطات المحلية والأمنية، ومعها مختلف الفرق التنظيمية، أدت أداءً يُحسب لها. لم يكن الأمر مجرد توزيع للمهمات، بل كان تعبيرًا عن قدرة جماعية على خلق تجربة سلسة وآمنة، تتسم بالاحترافية والمرونة في التعامل مع الكثافة البشرية والتنوع في الأنشطة.
* حراك اقتصادي واجتماعي ملموس
انعكاس المهرجان على المدينة لم يكن مجرد حدث مؤقت، بل تحوّل إلى دينامية اقتصادية تُغذي القطاعات الحيوية كالفنادق، النقل، والأنشطة السياحية. الحرفيون المحليون وموفرو الخدمات استفادوا من الطلب المتزايد، ما منح الدورة بُعدًا تنمويًا يرقى لأن يكون نموذجًا لتوظيف الثقافة في التنمية المندمجة
.
احتفاء بالهوية وتعبير عن التنوع الثقافي
العروض الموسيقية، الرقصات التراثية، والفنون البصرية لم تكن فقط للتسلية، بل جسدت امتدادًا رمزيًا لهوية مغربية متشبعة بالأصالة والتحول. المهرجان أتاح فرصة لإبراز الطاقات الإبداعية المحلية، كما ساهم في ترسيخ فكرة الثقافة كممارسة جماعية وليست امتيازًا نخبويًا.
رسائل بيئية من عمق الأطلس
موضوع الدورة الذي يتناول "الماء كمصدر للحياة ورهان للتنمية" لم يأتِ عبثًا. الورشات البيئية والمعارض الفلاحية أكدت على أهمية الوعي بالمناخ والموارد الطبيعية، وسط انخراط مجتمعي راقٍ في نقاشات تستهدف المستقبل وليس فقط اللحظة الاحتفالية.
احتفلت ساكنة إيت صالح، بشراكة مع جمعية أفوس الخير للتنمية الفلاحية والمحافظة على البيئة والمجال الغابوي وجمعية الأمل للنهوض بالمجتمع...
في اليوم الرابع والأخير من مهرجان إفران الدولي، تحولت المدينة إلى فضاء نابض بالحيوية، حيث اختتمت فعاليات الدورة السابعة بمجموعة...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني