حل أمس الإثنين 18 نونبر 2024 بمدينة البهاليل في زيارة موقعية مجموعة من المهندسين المغاربة والإسبان المنتمين الى مشروع تهيئة كهوف بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط من أجل دراسة ميدانية لحالة أسطول كهوف جمعية مزارات البهاليل قصد تقديم طلب لمدير مركز الدراسات الدولية للاستفادة من مشاريع التنمية والتأهيل التي توفرها خدمات هذا المشروع المعروف بRehabimed
وفي هذا الإطار وعلى هذا المنوال دأبت الزيارة الموقعية لأعمال البحث الهندسي لهاؤلاء المهندسين الفضلاء في تحرياتهم الميدانية عن كيفية تأهيل هذه الكهوف باختصاصات مدنية كفيلة وهادفة وذات التأثير الفاعل عبر الربط التقني للواقعية الميدانية، خصوصا مايتعلق بالسمك الافقي والعمودي للكهف الذي رسمت صوره بمعية نظرية بعيدة عن الواقع لكن تبقى رمزا مؤثرا لذا واقعه الفعلي من نتاج أعمال الحفر الأولية التي خلقت للباحث رؤيا واضحة من ناحية التصميم والتنفيذ والتأهيل، وهذا ما قام به المهندسين في هذه المرحلة بعد ان هيئت لهم جمعية مزارات البهاليل الجو الملائم لزيارة أعمال إنشائية تأهيلية موقعية لكهوف لم يسبق لها أن أقيمت عليها خبرة تقنية معهودة كونها منطقة سكنية قديمة عمقها كهوف وهواؤها بنايات سمكية للاطلاع ميدانيا على سير العمل مستقبلا توضيحا وبيانا لاهمية الدراسة الاكاديمية وربط المعلومات التي تم تلقيها اثناء هذه الدراسة مع الجانب العملي وكيفية دراسة الحلول البديلة واختيار الأفضل والأنسب في حالة وجود مشاكلات هندسية مختلفة حسب ظروف العمل داخل الكهوف وخارجها، وبشكل عام فإن للكهوف تأثير كبير على كل من البيئتين الجيولوجية والبيولوجية، حيث توفر موائل مهمة لمجموعة واسعة من الأنواع وتعمل كمؤشرات قيمة لتاريخ الأرض والعمليات الجيولوجية، كون ان للجدران سجلات احترارية وللارتفاع مستوياتها رطوبة. والكهوف عالم مجهول ومنظومة من الأسرار، تظهر على شكل فجوات في باطن الأرض أو في الجبال، تنفرد بفتحاتها الغريبة وعمقها وظلامها الدامس وتكويناتها النادرة، ويكشف تاريخ المنطقة وجغرافيتها، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى دراسة لرصد أشكالها البديعة من صواعد وهوابط ودهاليز وهذا ما سعى له هاؤلاء المندسين مشكورين وبه إن شاء الله ستؤهل المدينة القديمة لتسمو مجالا تنمويا سياحيا بمشاريع رائدة.
وقد اعرب وفد المهندسون عن مدى الفائدة العلمية التي لاحضوها حصريا هنا وما تبين لهم من نماذج تراثية رائعة مستدلين بهيكلة المدينة الاثري العتيقة ومكانتها العمرانية المبنية بين هضبتين متقابلتين يفرق بيننما خندقا ينتهي بعين اكبير أعطاها ذلك رونقا وجمالا ختمت على إثرها الزيارة برغبة أكيدة لبرمجة زيارات ميدانية أخرى من أجل الإطلاع على سمو النتائج المتوقعة بدراسات اكثر دقة وفعالية وبمجهودات علمية واكاديمية.
بقلم : نجيب عبدالعزيز منتاك