لا تزال ساكنة دوار ايت علد الله التابع لجماعة المرس بإقليم بولمان، تعاني من عزلة خانقة منذ انهيار القنطرة الإسمنتية التي كانت تربط الجماعة بالدواوير المحاورة إثر الفيضانات الجارفة التي شهدها المنطقة.
فقد تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة في ارتفاع منسوب مياه الوادي، ما أدى إلى انهيار الجسر الخرساني بشكل كلي، لتجد الساكنة نفسها محاصرة ومنقطعة عن العالم الخارجي.
وخلّف الحادث آثارا عميقة على الحياة اليومية للمواطنين وزاد من معانات تنقل الساكنة من وإلى الدواوير المجاورة كدوار ايت سعيد ،دوار ايت الكبير، دوار ايت حسين، دوار اعرورن، دوار افقيرن وايت حماد..
وكانت القنطرة المنهارة تمثل الشريان الوحيد الذي يربط الساكنة بالطريق الوطنية وبالخدمات الأساسية، من مدارس ومراكز صحية وأسواق،
وتبقى الساكنة في غياب إعادة بناء القنطرة المنهارة ، تواجه مصيرها في عزلة دائمة، خاصة الأطفال المتمدرسين الذين يجبرون على التغيب عن فصولهم الدراسية، ما ينذر بتفاقم ظاهرة الهدر المدرسي في المنطقة وتنقل الساكنة من أجل التزود بالمواد الغذائية الأساسية التي يحتاجونها.
وتطالب الساكنة بتدخل عاجل من طرف السلطات المعنية، لإعادة بناء القنطرة أو إقامة ممر بديل مؤقت، يضمن على الأقل استمرار الحياة الطبيعية للساكنة إلى حين إنجاز حل جذري.
ويختزل دوار ايت عبد الله بحماعة المرس معاناة مناطق كثيرة تعاني من التهميش وضعف التجهيزات بالإقليم، لكنه أيضا يبعث برسالة قوية مفادها أن البنية التحتية ليست ترفا، بل هي حق أساسي لاستمرار الحياة الكريمة وضمان العدالة المجالية التي تصدح بها أصوات وحناجر المواطنين.