الثلاثاء, 30 سبتمبر 2025
مادة إعلانية

من يفقس بيضة الأزمة؟! غلاء غامض وتحقيق غائب في سوق البيض المغربي

الخميس 07 أغسطس 2025
من يفقس بيضة الأزمة؟! غلاء غامض وتحقيق غائب في سوق البيض المغربي

يوسف وفقير - الرباط

في بلد يعتبر فيه البيض الرفيق الصباحي الأول للموائد الشعبية، تحوّل هذا المنتوج البسيط إلى عنوان للأزمة، وسبب مباشر في تفاقم القلق الاجتماعي. أسعار البيض تواصل التحليق في مستويات غير مفهومة، ما جعل رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك تطلق صفارات الإنذار، وتطالب بتدخل عاجل من السلطات، وعلى رأسها وزارتي الداخلية والفلاحة، ومجلس المنافسة الذي ما يزال في صيام إداري رغم نُذر الفوضى.

الرابطة، في بياناتها ورسائلها الرسمية، تفضح ما تعتبره اختلالات بنيوية في سلسلة إنتاج وتسويق البيض، وتطرح أسئلة ثقيلة: لماذا لم تنخفض الأسعار رغم تراجع أسعار الأعلاف على المستوى العالمي منذ 2024؟ وأين تذهب امتيازات الإعفاءات الجمركية والضريبية التي تتمتع بها شركات استيراد الأعلاف؟ ولماذا لا تنعكس على تكلفة الإنتاج المحلي؟

وما يزيد الوضع ريبة هو تداول أخبار متطابقة عن إقدام بعض المنتجين على إتلاف "الدجاج البيّاض" لتقليص العرض وخلق ندرة مصطنعة. نعم، في مغرب 2025، لم يعد التلاعب بالسوق شبهة، بل شبه عادة. إذ لا توجد تقارير رسمية عن أمراض أو أوبئة في ضيعات الدواجن، ومع ذلك يتقلّص العرض فجأة، وترتفع الأسعار في تناغم عجيب بين مختلف الجهات الفاعلة في القطاع.

البيان الصادر عن الرابطة لم يتوقف عند التشخيص، بل طالب بفتح السوق أمام الاستيراد، وتوسيع دائرة التجار المؤهلين لكسر احتكار المنتجين الكبار. كما دعت إلى مراجعة الدعم الموجه لهم، معتبرة أن أي سياسة لا تنعكس مباشرة على القدرة الشرائية للمواطن تُعد ريعا اقتصاديا ومحاباة لمصالح محدودة.

ووسط هذه الزوبعة، يظهر مجلس المنافسة كضيف شرف في حفلة غلاء الأسعار. فلا تقارير، ولا توضيحات، ولا تحقيقات تُشفي غليل المستهلك. المجلس مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بتفعيل دوره الرقابي وتقديم إجابات واضحة للرأي العام: من يتحكم في السوق؟ من يحتكر؟ ومن يربح من وراء هذا الغلاء غير المبرر؟

أما الحكومة، فعليها أن تستفيق من سباتها، وتستحضر التجربة التي عاشها المغاربة سنة 2016، حين أدى تخفيض رسوم استيراد بيض الاستهلاك إلى انخفاض ملموس في الأسعار. فهل من إرادة سياسية لإعادة الكرة؟ أم أن السوق أصبح رهينة بين أيدي حفنة من المنتجين؟

البيض في المغرب لم يعد مجرد مصدر للبروتين الرخيص. لقد تحوّل إلى مرآة تعكس أعطاب التدبير، ومؤشّر على هشاشة السياسات الفلاحية، وساحة مواجهة مفتوحة بين جيوب المواطنين وجشع المنتجين. فهل نحتاج إلى ثورة بيضاء... تبدأ من البيض؟


مقالات ذات صلة

72 ساعة من الشلل الجامعي. الـ UMT تدخل في مواجهة مفتوحة مع وزارة التعليم العالي
مجتمع

72 ساعة من الشلل الجامعي. الـ UMT تدخل في مواجهة مفتوحة مع وزارة التعليم العالي

يوسف وفقير - الرباطدخلت النقابة الوطنية لقطاع التعليم العالي، المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتعليم (الاتحاد المغربي للشغل)، في محطة...

0 تعليقات
المغرب في المرتبة 51 عالمياً ضمن مؤشر المخاطر الطبيعية: تحديات متزايدة في مواجهة الأعاصير والفيضانات والجفاف
مجتمع

المغرب في المرتبة 51 عالمياً ضمن مؤشر المخاطر الطبيعية: تحديات متزايدة في مواجهة الأعاصير والفيضانات والجفاف

يوسف وفقير - الرباطكشف تقرير مؤشر المخاطر العالمية (WRI) لسنة 2025، الصادر عن معهد القانون الدولي للسلام والنزاعات المسلحة (IFHV)...

0 تعليقات

النشرة الإخبارية

اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا

نحن نحترم خصوصيتك. لن نشارك بريدك مع أي طرف ثالث.

تعليقات الزوار (0)

لا توجد تعليقات بعد

كن أول من يعلق على هذا المقال

أضف تعليقًا

سيتم مراجعة تعليقك قبل النشر

اشترك في نشرتنا البريدية

احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

جميع الحقوق محفوظة لموقع bawabapress.com © 2025
شروط الاستخدام سياسة الخصوصية تم إنشاء وإدارة الموقع بواسطة AppGeniusSARL