يوسف وفقير - الرباط
قال فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، إن الخصاص الذي يعيشه قطاع الصحة في المغرب ليس وضعا طارئا ولا نتيجة سياسات آنية، بل هو حصيلة تراكمات تمتد لأزيد من عقدين. وشدد على أن الحكومة الحالية تواجه إرثا ثقيلا عمر بين 20 و30 سنة، ما يجعل عملية الإصلاح معقدة وتحتاج لنفس طويل.
جاءت تصريحات لقجع خلال مناقشة مشروع قانون المالية لسنة 2026 بلجنة المالية والتخطيط بمجلس المستشارين، اليوم الإثنين، حيث أوضح أن الحكومة أحدثت كليات جديدة للطب بعدة جهات، فيما ستعرف المرحلة المقبلة افتتاح مؤسسات إضافية، منها كليات بكل من كلميم والرشيدية. واعتبر أن هذه الدينامية تراكم إيجابي، غير أن نتائجها لن تظهر بين عشية وضحاها.
وبخصوص ورش الحماية الاجتماعية، أكد الوزير أن الدعم المباشر الموجه للأسر والذي تبلغ كلفته 35 مليار درهم قد يبدو محدودا، لكنه مكسب مهم ولا يمكن إنكاره، مذكرا بتخصيص 10 مليارات درهم لإدماج المستفيدين السابقين من نظام "راميد" ضمن نظام التغطية الصحية.
ولم يخف لقجع وجود اختلالات رافقت الانتقال من راميد إلى التغطية الصحية، لكنه اعتبرها طبيعية في بداية أي إصلاح ضخم، مضيفا: "نتكلم عن عشرات الملايين من المواطنين.. ومن الطبيعي أن تقع بعض الأخطاء في ألف أو ألفين أو حتى عشرة آلاف حالة. لكن هذه الحالات الاستثنائية لا يجب أن تغطي على حجم الورش والمجهود المبذول".
وأشار الوزير إلى أن نظام راميد نفسه كان يعاني عددا كبيرا من النواقص، أبرزها طول المواعيد وضعف الولوج إلى الخدمات، مؤكدا أن الهدف اليوم هو ضمان استفادة جميع المغاربة من نفس مستوى التغطية الصحية، وهو مسار صعب ومعقد، ويحتاج سنوات من الإصلاح والتدرج.
وفي سياق متصل، تطرق لقجع إلى تدخلات الحكومة للحد من آثار الغلاء العالمي، مبرزا أن دعم أسعار النقل والقطاعات الإنتاجية والمواد الأساسية كلف خزينة الدولة عشرات المليارات من الدراهم. كما أشار إلى أن دعم غاز البوتان وحده يكلف ما بين 14 و17 مليار درهم سنويا للحفاظ على استقرار الأسعار.
وأضاف أن الحوار الاجتماعي كانت له بدوره كلفة مالية مهمة، حيث بلغت 48 مليار درهم منذ بداية الولاية، مع استمرار معالجة ملفات مهنية أخرى، ضمنها ملف المهندسين وبعض الفئات التي ما تزال تنتظر تسوية وضعيتها.
وبخصوص مشاريع المونديال، فقد اعتبر لقجع أن ربط الاستثمارات الكبرى فقط بتنظيم كأس العالم تبسيط غير واقعي، مبرزا أن المغرب في حاجة إلى مطارات حديثة، ووسائل نقل متطورة، وشبكات طرق وقطارات سريعة سواء نظم المونديال أم لم ينظمه. وأكد أن هذه الاستثمارات هي جزء من رؤية تنموية يقودها الملك، والمونديال مجرد فرصة لتسريعها لا أكثر.
وختم الوزير بالتأكيد على أن الوضعية المالية للمغرب "مريحة مقارنة بالسنوات الماضية"، وأن السنوات المقبلة ستوفر هامشا أوسع للسياسات الاجتماعية والاستثمارية، مشددا على ضرورة الحفاظ على روح الحوار الاجتماعي كمسار مؤسساتي دائم يخدم المصلحة العامة ويدفع البلاد إلى الأمام.
أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني، عبر مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني حزمة من الإصلاحات الشاملة لمنظومة التغطية...
البوابة بريساتخذت مصالح وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بأربعة أقاليم، مساء أمس الأحد، قرار تعليق الدراسة ليوم غد الإثنين...
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني