يوسف وفقير - الرباط
بعد نجاح المؤتمرات الإقليمية للحزب وخاصة المؤتمر الإقليمي بصفرو الذي انتهى بتجديد الكتابة الإقليمية للحزب، وانتخاب عبد العالي دمري كاتبا اقليميا للحزب وعلي أعوين نائبا للكاتب الاقليمي، فيما تم انتخاب نوفل المرس رئيسا للمجلس الاقليمي للحزب، أعلن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن اختتام مسار مؤتمراته الإقليمية من مدينة الداخلة، بعد تنظيم 72 مؤتمرا عبر مختلف جهات المملكة، في خطوة تنظيمية وُصفت بالأوسع منذ سنوات، تأتي في ظرفية سياسية واجتماعية دقيقة، تتسم بتصاعد الاحتجاجات وتزايد القلق الشعبي إزاء أداء الأغلبية الحكومية.
ويرى متتبعون أن هذه الدينامية التنظيمية تعكس رغبة الحزب في إعادة بناء الجسور مع المواطنين، وتجديد الثقة داخل قواعده، عبر إشراك أوسع للمناضلين والمنتخبين في بلورة تصور جديد للمستقبل الحزبي، استعدادا للمؤتمر الوطني الثاني عشر المزمع عقده ببوزنيقة أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري. كما يعتبرها الحزب خطوة أساسية لتجديد نخبه المحلية والإقليمية وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية في أفق الاستحقاقات المقبلة.
اختيار مدينة الداخلة لاختتام هذه المؤتمرات لم يكن اعتباطيا، إذ حرص الحزب على تأكيد رمزية المكان وعمق الرسالة السياسية، من خلال التشديد على أن اللقاء يجسد الانخراط في الرؤية الملكية لتنمية الأقاليم الجنوبية وترسيخ مغربية الصحراء، وجعل الداخلة فضاء للتنمية المتوازنة والتعاون جنوب–جنوب. كما أبرزت قيادة الحزب دعمها الواضح للمقترح المغربي للحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
ووفق ما جاء في بلاغ الحزب، فإن هذه اللقاءات شكلت مناسبة للإنصات إلى نبض الشارع ومناقشة القضايا الحيوية التي تشغل الرأي العام، من غلاء المعيشة والبطالة إلى التعليم والصحة، في وقت تراجع فيه حضور الحكومة في التواصل مع المواطنين.