بقلم : وردة أحرون
في إطار احتفالات عيد العرش المجيد، شهدت مدينة إيموزار كندر تدشين حديقة الحسن الثاني، في خطوة حضرية تُجسد إرادة واضحة لإعادة الاعتبار للمجال الأخضر وتحسين جودة الحياة الحضرية. هذه المبادرة ليست مجرد مشروع تزييني، بل تحمل في عمقها دلالات سوسيولوجية متعلقة بتحول نظرة الدولة والمجتمع إلى الفضاء العام.
تصميم حضري يعكس توجهًا بيئيًا واجتماعيًا
الحديقة، التي تمتد على مساحة استراتيجية، تتسم بتنظيم متناسق يجمع بين جمالية المنظر الطبيعي وفعالية الاستخدام الحضري، من خلال مناطق مخصصة للمشي، ومساحات استراحة، ومكونات نباتية منسجمة مع البيئة المحلية. هذا التصميم لا يهدف فقط إلى التجميل، بل يُعيد صياغة العلاقة بين السكان والمجال، ويحول الحديقة إلى فضاء للاندماج والتفاعل الاجتماعي.
فضاء عام كآلية لإعادة إنتاج الانتماء والوعي الجماعي
سوسيولوجيًا، تشكل الحديقة نموذجًا للسياسة الحضرية الجديدة التي تنظر إلى الفضاءات العمومية باعتبارها أدوات لإنتاج الانتماء وتعزيز التماسك الاجتماعي. إن خلق مثل هذه المساحات يُعزز من الحق في المدينة، ويمنح المواطنين فضاءً للتنفس خارج ضغط الإسمنت والعشوائية. كما يُسهم في توسيع مفهوم المواطنة البيئية، من خلال استعادة الحس الجماعي تجاه المجال المشترك.
دعوة صريحة للمواطنين والزوار: الحديقة مسؤولية الجميع
لا يمكن لجمالية الحديقة ولا لوظيفتها الاجتماعية أن تستمر دون مساهمة فعلية من المواطن. إن الحفاظ على نظافتها، احترام مكوناتها، وعدم العبث بمرافقها، يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الوعي المدني. والتعاطي الإيجابي مع الفضاءات العامة هو ما سيُحدد ما إذا كانت الحديقة ستظل رمزًا للانطلاقة، أو تتحول إلى نموذج آخر للإهمال.
يوسف وفقير - الرباطفي بلد يعتبر فيه البيض الرفيق الصباحي الأول للموائد الشعبية، تحوّل هذا المنتوج البسيط إلى عنوان للأزمة،...
يوسف وفقير - الرباطأصدرت المحكمة الدستورية قرارين حاسمين، كاشفين عن دورها الحيوي في مراقبة مدى احترام التشريعات والمؤسسات للمقتضيات الدستورية....
اشترك في النشرة الإخبارية لتصلك التحديثات الجديدة يوميًا
كن أول من يعلق على هذا المقال
احصل على آخر الأخبار والتحديثات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني