لا شيء يقسو على فقراء المنطقة أكثر من جحيم البرد، بحيث تتسبب موجة الصقيع التي تجتاح المنطقة خلال فترة البرد في كثير من المعاناة للساكنة، حيث تنخفض درجة الحرارة بشدة، مما يدفعهم إلى البدء في مسلسل البحث عن حلول تخفف معانتهم ريثما ينجلي زمهرير الشتاء، مواجهين قساوة البرد بمؤونة شحيحة ووسائل بدائية، كجلب الحطب من أجل التدفئة.
وما يزيد من فداحة الآثار التي تخلفها موجة البرد هو أن السكان يفتقدون لوسائل مكافحة قساوة الطقس، إذ لا يملكون المال لشراء وسائل التدفئة العصرية ،ويشكل غلاء حطب التدفئة مشكلة كبيرة للأسر الفقير في المرتفعات، حيث يصل سعر القنطار الواحد ل125 درهما، ولا يكفي سوى لمدة ثلاثة أيام فقط، مما يتطلب من أي أسرة مبلغ 1200 درهما شهريا لأجل توفير التدفئة في المنزل خلال فترة الشتاء.
وفي ظل غياب الدعم للفئات الفقيرة التي تعاني الهشاشة، من طرف المجالس المنتخبة للحصول على حطب تدفئة، تبقى هذه الأسر تحت سيطرة المضاربين في الأسواق الذين يستغلون الظروف المناخية والطبيعية لفرض أسعار باهظة في هذه الفترة وكسب أرباح مادية على حساب الطبقات الفقيرة زد على ذلك استنزاف المجال الغابوي بسبب الإستغلال العشوائي والغير قانوني .
وتطالب فعاليات جمعوية بضرورة توفير الدعم للأسر والعائلات خلال فصل الشتاء، حتى تتمكن من مقاومة البرد والانخفاض الكبير في درجات الحرارة، حيث تطالب بتوفير تسعيرة خاصة للكهرباء بالنسبة لسكان المناطق الجبلية الذين يسعون لتوفير التدفئة بواسطة الكهرباء، خصوصا في ظل الظرفية الإستثنائية التي تعيشها بلادنا في ظل تفشي جائحة فيروس كورونا و ما له من تأثير سلبي على القدرة الشرائية للمواطن.