بمركز مدينة إيموزار كندر وعلى مقربة من الإقامة الملكية تتواجد حديقة الحسن الثاني، التي كانت قبل سنوات خلت مفخرة ابناء الأطلس المتوسط ، بحيث كانت طبيعة المكان الأخاذة، وروائح النباتات الممزوجة بنسيم السماء الخاص والأنهار التي كانت تتوسط الحديقة تعطي لها رونقا خاصا وجمالية قل نظيرها..
لكن اليوم، طالتها مخالب الإهمال والتهميش وأصبحت تثير في النفس الكثير من الأسى ومن الحزن والحنين الى الماضي الجميل.جولة خاطفة في هذه الحديقة كافية لتفضح الوضع الكارثي الذي باتت تعيشه بعد أن كانت في ما مضى “أيقونة” لحدائق المغرب. فالخراب حل بعشبها وممراتها وأشجارها، أما الأزبال والنفايات فباتت منتشرة في جميع جنباتها، ناهيك عن قطيع الغنم والماعز و القطط الضالة والكلاب التي تصول وتجول بداخلها، تاركة ورائها الروائح الكريهة والنتنة، والتي أصبحت تزكم أنوف زائريها من كل من مكان، بعد أن أصبحت فضاءاتها وكرا للمتشردين والمنحرفين ولذوي قضاء الحاجة..
كما تعرف المنطقة غيابا شبه كلي للإنارة العمومية بسبب الأعطاب التي أصابت مصابيح الإنارة بعد أن ظلت عرضة للإهمال. وتعرضت العديد من المقاعد التي جرى تثبيتها في الحديقة للتخريب والإتلاف من طرف مجهولين، ويستغل عدد من المنحرفين والمتشردين غياب الإنارة في تعاطي الممنوعات واتخاذهم للحديقة مكان للخلوة الجماعية لهم، الأمر الذي ساهم في تفاقم الوضعية الكارثية.
فقد شكلت هذه الحديقة متنفس سكان إيموزار كندر والزوار القادمين إليها من المدن المجاورة، إذ كانت تضم مساحات خضراء باستمرار وعلى مدار السنة، وكانت رائحة الورود و النباتات تطفي جوا من الطمأنينة والراحة النفسية لمرتاديها، وكانت الحديقة نفسها تضم بحيرتين، تسبح فيهما أسماك متنوعة و تتدلى على البحيرتين اشجارو أزهار تبهر الناظرين بجمال ألوانها.
وتعدّ حديقة “الحسن الثاني ” التي يعود تاريخ إنشائِها إلى عقود زمنية خلت، واحدة من الفضاءات العمومية المعروفة التي رسمت للمدينة إحدى معالمها الطبيعية و الإيكولوجية، باعتبارها من أقدم الحدائق بالمنطقة حيث شهدت إقامة سهرات فنية وتظاهرات كبرى،كما احتضنت توقيع الورش الملكي الكبير الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يونيو 2009 خلال زيارته الميمونة للمدينة لإطلاق برنامج تأهيل مدينة إيموزار كندر إلا أنها لم تنل نصيبها من الإهتمام وباتت اليوم في حاجة ماسّة إلى تدخل عاجل، من أجل إطلاق الأشغال التي من شأنها استرجاع بريقها ورونقها والحفاظ على سلامة بيئتها، بعد تحوّلها إلى حديقة جرداء ضائعة الملامح والمعالم.