رغم غنى منابعها بالذهب الأزرق، المتمثل في المياه المعدنية، فإن منتجع عين السلطان يعاني من الإهمال وغياب مرافق التزود بالماء الصالح للشرب نتيجة استزاف مياهه وقلة التساقطات المطرية و الثلجية بالمنطقة ، بينما تحقق الشركة التي تستغل ثروته أرباحا كبيرة.
فبالرغم من أن شركة الكرامة التي تأسست سنة 2007،تعد فاعلا رئيسيا للمياه المعبأة في القنينات و تتوفر على خبرة في مجال تعبئة المياه المعدنية بحيث استطاعت منذ انطلاق تسويقها بداية من سنة 2007، في فرض حضورها بفضل جودتها خلال بضع سنوات فقط، لتبلغ حوالي 33 مليون لتر من المبيعات في سنة 2017، أي ما يناهز 5 % من سوق المياه المعدنية. ويوفر مصنع التعبئة لهذه العلامة الرائدة، الذي كلف استثمارا بقيمة 80 مليون خلال الفترة 2007/2008، طاقة إنتاجية تقارب 100 مليون لتر سنويا إلا أن مساهمتها في دعم المبادرات التنموية على الصعيد المحلي تظل شبه منعدمة وخير دليل على ذلك الوضعية الكارثية التي يعاني منها المنتزه الوطني الوحيد بالمدينة .
منبع مياه عين السلطان بدون مياه صالحة للشرب!
إن ثروة مياه عين السلطان، وجمال طبيعته، جعلت هذا المنتجع قبلة لجميع ساكنة مدينة إيموزار كندر، والمتنفس الوحيد داخل المنطقة، خلال فصل الصيف، كما يتوافد عليه الشباب والعائلات من كل حدب وصوب من أجل الاستمتاع بالجو البارد والماء النقي إلا أن الإهمال الذي طاله بسبب انعدام النظافة وغياب صنابير المياه بالإضافة إلى جفاف المنابع التي تروي عطش الزوار، وفي غياب خدمات كفيلة باستقبال الوافدين وتحقيق الشروط الاستضافة البسيطة لهم تزيد من تأزم الحالة التي يتواجد عليها منتجع عين السلطان ممايزيد عن عزلتها و تهميشها.
إن هذه الثروة الطبيعية، أصبحت اليوم في أمس الحاجة إلى تدخل شامل من أجل تهيئة منتجع عين السلطان وجعله منطقة سياحية بمعاير دولية وعالمية، واستغلال ثرواته الطبيعية من أجل تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، والمساهمة في التنمية المحلية، وخلق فرص الشغل بالنسبة للساكنة، وذلك في إطار مؤسساتي وتشاركي يخضع للمراقبة والمحاسبة.