مثل سمو الأمير مولاي الحسن، مساء اليوم الجمعة، جلالة الملك محمد السادس، في حفل توسعة ميناء طنجة المتوسط بالقصر الصغير بنواحي مدينة طنجة ويرتقب أن تحول أشغال التوسعة الميناء إلى أكبر ميناء في البحر المتوسط، مما سيعزز من الابعاد الاستراتيجية ذات العمق الاقتصادي والتنموي للميناء الذي يعود إحداثه إلى سنة 2007، في سياق مقاربة ملكية ترمي إلى تحويل منطقة شمال المغرب إلى قطب اقتصادي عالمي واعد. وبهذه التوسعة التي كلف إنجازها حوالي 1,3 مليار أورو، سيتفوق الميناء على ميناء الجزيرة الخضراء وفلنسيا في إسبانيا، بعدما تصدر في السابق لائحة الموانئ الأفريقية.
واطلع ولي العهد، بحضور عدد من الوزراء والمسؤولين الجهويين ومسؤولي الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، على تفاصيل هذا المشروع الضخم الذي تطلب ملايير الدراهم.
وفي عرض ألقاه أمام ولي العهد، قال فؤاد بريني، رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط، إن مشروع ميناء طنجة المتوسط 2 جاء بتعليمات ملكية، في نهاية العقد الماضي، في الوقت الذي باتت فيه الاقتصادات المتطورة في أزمة وموضوع شك.
وقال بريني إن “مركب طنجة المتوسط خول للمملكة أن تحظى ببنية تحتية في المستوى العالمي على مضيق جبل طارق، وجعل المغرب كفاعل متألق أول مينائي وصناعي على المستوى القاري والمتوسطي، كما تعتبر هذه المنصة التي تتمتع بأفضل المعايير الدولية اليوم رافعة متميزة للقدرة التنافسية للاقتصاد المغربي”.
وأعطى إحداث ميناء طنجة المتوسط والتي تم إنجازه بمواصفات تقنية حديثة دفعة قوية لحركة الملاحة بالمملكة، حيث تمكن من المساهمة في وضع المغرب في قلب المشهد البحري الدولي وربطه بـ77 دولة و186 ميناء، كما مكن من استقبال أجيال جديدة من ناقلات الحاويات، وشكل بنية تحتية رائدة لعمليات التصدير والاستيراد. وستمكن التوسعة من مواكبة الحركية الاقتصادية المتزايدة، ومن تفعيل أنجع لاتفاقيات التبادل الحر التي وقعتها المملكة المغربية مع عدد من الدول التي تربطها بها شراكات واتفاقيات تعاون. ونجح هذا المشروع الضخم حتى الآن في تمركز 912 شركة في مناطق الأنشطة طنجة المتوسط، تعمل في قطاعات الصناعة واللوجستيك والخدمات، مع توفير أكثر من 75 ألف منصب شغل مباشر، كما يعتبر ميناء طنجة المتوسط أول بوابة لولوج مغاربة العالم.
وستؤدي توسعة الميناء الذي يقع على بعد نحو 50 كيلومترا غرب مدينة طنجة، في السياق ذاته، إلى تعزيز موقع المغرب على صعيد حركية الموانئ عالميا، خاصة وأنه حاليا يصنف على رأس قائمة الموانئ الأفريقية، ويحتل المرتبة الـ45 على الصعيد العالمي. ويرتقب أن تصل طاقته الاستيعابية بعد أشغال التوسعة، إلى 9 ملايين حاوية، بعدما كانت في السابق في حدود 6 ملايين حاوية. ويمكن موقعه الاستراتيجي بناحية طنجة من أشغال توسعة تعزز طاقته الاستيعابية وتحوله إلى إحدى أهم الموانئ العالمية، مما سيزيد من انعكاساته الإيجابية على حركية التصدير والاستيراد، وعلى الدينامية الاقتصادية للمملكة. وأكد رئيس رئيس مجلس رقابة الوكالة الخاصة طنجة المتوسط بأن “هذه الدينامية ستمكن من المساهمة في تحسين التنافسية اللوجستيكية للقارة الإفريقية، وتأكيد إدماج المغرب ضمن أهم الممرات اللوجستيكية العالمية”، حيث يرتقب أن يتموقع الميناء قريبا ضمن الموانئ العشرين الأولى للحاويات في العالم.