تحولت بحيرة ضاية عوا الواقعة بين مدينتي إيموزار كندر و أفران إلى مستنقع للحشرات والأوساخ،بعد أن كانت ملاذ الزوار من داخل وخارج المملكة للاستمتاع بطبيعتها الصافية ومناظرها الخلابة المحاطة بأشجار البلوط والأرز والصنوبر والسباحة فيها وصيد الأسماك.. بعد أن جف ماؤها لعوامل مختلفة بينها الجفاف واستنزاف آبار الضيعات الفلاحية المجاورة للفرشة المائية، لتختفي كل أنواع الطيور والأسماك، وتقتل عن سبق إصرار كل مظاهر الجمال فيها. من يزورها لأول مرة، يعتقد أنها مجرد حلبة لألعاب الفروسية ولن تصلح إلا لذلك، بعدما تحول ماؤها إلى مجرد ذكرى تتناقلها ألسن العارفين بماضيها الزاهر، شفقة على فضاء طبيعي جميل قتل عمدا وعن سبق إصرار وفي غفلة من المسؤولين، في انتظار تساقطات ثلجية ومطرية علها تعيد أمل الحياة فيها و تروي عطش الظمآن وتغطي فراغ الحرمان.
سكان محليون، اتهموا بعض المزارعين بعدم الاكتراث للبحيرة، والاستمرار في عملية سحب المياه مباشرة منها إلى أراضيهم لري محاصيلهم الزراعية، وذلك على مدار الساعة، إضافة إلى قيامهم بحفر الآبار على المجرى التي تمر منه مياه النبعة التي تغذي البحيرة، ما ضاعف وتيرة انخفاض منسوب المياه فيها.
يُشار إلى أن العديد من البحيرات والضايات بالأطلس المتوسط لاقت المصير ذاته وهو الجفاف، لأسباب عدة متعلقة بالظروف المناخية ممثلة بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار والثلوج خلال السنوات القليلة الماضية، وأخرى متعلقة بسحب المزارعين لمياهها بشكل جائر، والحفر العشوائي للآبار دون أي رقابة أو محاسبة، ما نتج عن ذلك استنزاف كبير للمياه الجوفية، ومن المتوقع أن تظهر النتائج الكارثية لذلك خلال السنوات القليلة القادمة.