يثير كثير من الفنانين “BUZZ” قصد إثارة الإهتمام بهم من طرف مستعملي وسائل التواصل الإجتماعي و جمهور الشباب المتتبع لهؤلاء الفنانين،و غالبا ما ينجح صاحب “BUZZ” في استقطاب اهتمام الجمهور الذي يود أن يصل إليه. إلى جانب “البوز” في المجال الفني هناك من يريد تقليد الفنانين باللجوء إلى هدا النوع من الإثارة في المجال السياسي إلا أنه و يا للأسف و نظرا لعدم درايته بالطريقة و جهله للزمان و المكان اللذان يتيحان الفرصة للتَّوَسُّلِ لهذه الوسيلة لإنقاذ ماء وجهه سياسيا و شعبيا يسقط في تبخيس صورته دون وعي منه لأنه و بكل بساطة تنقصه الحنكة السياسية و التجربة اللازمة للإستنجاد بهذه الوسيلة التي إن كانت قد أفادت البعض فإنها على عكس المبتغى قد أطرت به.
و إذا كان الأطباء النفسانيون ينصحون بعض مرضاهم بتغيير المكان و الجو و بعض العادات حتى تتحسن حالتهم فإن على صاحب “BUZZ” السياسي كذلك تغيير الجو و المكان و بعض العادات حتى يُشفى من الشطحات التي لا تظر إلا بكل امرئ متلون إذا الريح مالت مال حيث تميل. إن ملائمة التدخل و الإحتجاج مع الظرف و الزمان و المكان شهادة تمنح لمن تتوفر فيه شروط الحنكة السياسية و تقدير المسؤولية بتحملها كاملة أما من يفتقد شهادة الملائمة السياسية فلا يحق له مطالبة الآخرين بأية ملائمة كانت و في أي مجال كان. لقد حق المتنبي بقوله: ” و إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنـي كامل ”
إن الخفافيش لا تستطيع العيش إلا في الظلام و الظلمات و كلما اصطدمت بالأضواء الكاشفة إلا وفقدت بوصلتها و بدأت تبحث عن مكان إلا في الصفاء لأن رمزه الصفاء و ما تربيته في المنازل إلا تكريما لهذا الصفاء الخالص و الوفاء الدائم.