أسدل نادي سينما إيموزار كندر، مساء يوم أمس السبت، الستار على الطبعة ال15 من مهرجان سينما الشعوب المقامةِ فعاليته خلال السنة الجارية، بالمركب الثقافي بمدينة إيموزار كندر.
المميز في السهرة الختامية للتظاهرة السينمائية التي أفلحت في استقطاب نجوم ومشاهير الشاشة الصغيرة والكبيرة، إلى جانب صنّاع الفنّ السابع من مختلف الجنسيات ، لحظات الترقب في انتظار الإعلان عن ما ستُسفر عنه اللجان العلمية والفنية من جوائز كانت من نصيب أعمال سينمائية متميّزة.
في إطارأنشطة مهرجان سينما الشعوب نظمت جمعية “نادي ايموزار للسينما” صبيحة يوم السبت 10نونبر 2018 بالمركب الثقافي بايموزار ندوة فكرية تحت عنوان “الصمت في السينما” لما يحمله الصمت من دلالات وألوان بلاغية متفردة باعتباره سرد بليغ تغيب فيه الكلمات والأصوات بمشاركة مجموعة من المفكرين المثقفين المهتمين بهذا المجال وقد ترأس الجلسة الأستاذ لحسن احجواني افتتحها بكلمة ترحبية بالحضور والمشاركين.وكانت المداخلات على الشكل التالي :
– مداخلة الأستاذ “يوسف ايت همو”الذي أكد على ضرورة الصمت لكل إنتاج سينمائي باعتباره الأداة الأساسية لبناء المعنى وصنع القصص والمخرج المحنك في نظره هو الذي يستطيع أن يوظف الصمت في انتاجه السينمائي .
– مداخلة الناقد السينمائي “نور الدين بوخصيبي” المعنونة ب”الفيلم المغربي عنف المحرم . . صمت الصورة”الذي كشف عن التلازم الكبير بين الصمت والمحرم في السينما،معتمدا في تحليله على أربعة أفلام هي (شاطئ الأطفال الضائعين/سميرة في الضيعة/الباروكة/المختار) حيث جمع الصمت في هذه الإنتاجات السينمائية بين دلالات مختلفة زواجت بين التأمل والقمع والرغبة والعجز في قالب فني أعطى هذه الإنتاجات أبعادا جمالية قوية.
– مداخلة الناقد السينمائي “الأستاذ عامر الشرقي” الذي أكد على أن الصمت مكون من مكونات الجمالية للسينما معتمدا على فيلم “جيش الخلاص” الذي أحسن مخرجه استخدام الصمت تاركا المجال لجمال الصورة والحركة والمشاعر.
– مداخلة الأستاذالباحث في الثقافة والتراث الأمازيغي “محمد زروال” الذي أشار في مداخلته الى التميز بين مرحلتين : مرحلة السينما الصامتة، ومرحلة السينما الناطقة. وفي دراسته لدلالات ا لصمت سلط الضوء على الصمت في الافلام القصيرة المغربية، متخذا أفلام محمد الشريف الطربيق والحسن الشاني نمادج للدراسة ،
وخلص الى أن دلالات الصمت قد تكون رمزا للحسرة، والتيه والحرمان والخوف والخضوع.
-عقبتها كلمة الدكتور “بوشعيب المسعودي” الذي تناول فن الصمت في السينما، ورأى في ابداعات المخرج مارتن سكورسيز الاستخدام القوي للصمت ،وخص بالذكر فيلم “الثور الهائج”، للزيادة في موضوعية لحظة ما، أو لجعل المشهد المرعب أكثر رعبا، أو لإظهار الحب من أول نظرة ،وذهب أبعد من ذلك معتبرا الصمت في السينما يمكن أن يتخذ شكلا ايديولوجيا يؤسس لمجموعة من القيم والتوجيهات ،من خلال بعض التجارب الروسية.
– مداخلة الأستاذ الباحث والمؤطر التربوي السينمائي “حسن وهبي ” المعنونة ب”الصمت في السينما “الذي تناول تجربتين مختلفتين الاولى فيلم وشمة والثانية في فيلم الجزيرة العارية.
– مداخلة الأستاذ “فضيل عبد اللطيف “الذي اعتبر الصمت في السينما هو الفضاء الأساسي الذي تتحكم فيه العناصر التعبيرية الأخرى كما أن الصمت في نظره يستخدم كعنصر التوتر في السرد الفيلمي مستشهدا ببعض الإنتاجات السينمائية العالمية .
-ختمتها مداخلة الأستاذ “محمد مجاهد” المعنونة ب”دلالات الصمت في السينما” الذي أكد على أن الصمت فلسفة معبرة في أبهى صورها وأعمق دلالاتها واعتمد في مقاربته على فلمين قصيرين هما “دمية”للمخرجة هندة المدن و”ألوان الصمت” للمخرجة أسماء المدير.
وانتهت الندوة بفتح نقاش تفاعلي مع الحضور.
بعد مشاهدة الأفلام 14 المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة 15 لمهرجان سينما الشعوب، اجتمعت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الغربي ادريس شويكة، وعضوية الفرنسي ـ الألماني مانويل هايدنريش والممثل الجزائري شريف لعريبي والسيناريست المغربية بشرى ملاك والممثل والمخرج العراقي عماد منصور، وبعد مناقشة مستفيضة أجمعت على النتائج التالية:
1ـ الجائزة الكبرى لمهرجان سينما الشعوب منحت للفيلم العراقي “صفر ملم” للمخرجة سيماء سمير.
2 ـ جائزة لجنة التحكيم الخاصة عادت للفيلم الأردني “نكسة روح” للمخرج سائد عاروري.
3 ـ جائزة أحسن تثمين لثقافة شعب منحت للفيلم المغربي “تيناس” للمخرج عزيز أوتكوت.
4 ـ جائزة أحسن تصوير منحت للفيلم “قناع” للمخرج المغربي حسن معناني.
5 ـ جائزة الجمهور منحت للفيلم “2020” للمخرج المغربي محمد سعيد زربوح
6 ـ كما قررت اللجنة منح تنويه خاص للفيلم “فلاش باك” للمخرج المغربي لخضر الحمداوي.
