واقعة الكنز المزعوم بإقليم بولمان يكشف لنا و بالملموس مدى التأثير السلبي للإشاعة و تأثيرها في عقول الناس ،واقع أصبح جزءا من واقعنا اليومي المعاش .
“كنز سرغينة” ماهي إلا بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة،فإقدام شخص على التأثير في عقول آلاف السكان بقطع مئات الكيلومترات إلى أعالي الجبال في قرية منفية بإقليم بولمان بحجة تواجد كنز لا يفنى برهن و بالملموس مدى تأثير نشر الإشاعات التي تصل إلى الجميع وتنتشر كانتشار النار في الهشيم،تنهش خلايا المجتمع المترابطة، كما أن لها دوراً كبير في شق الصفوف وبث السموم من جهات لا نعلم مصدرها، خاصة فيما يتعلق بالأخبار.
فما شهدناه اليوم قي واقعة “كنزسرغينة” ماهو إلا تجسيد لمجموعة من الوقائع و الأحداث التي تستعملها بعض الأحزاب والمنظمات الإسلاموية مطية لها لغاية في نفس يعقوب،مستعملة في ذلك مواقع التواصل الإجتماعي لكونها وسيلة سهلة للنشر والتلقي مستغلين أمية وجهل بعض فئات المجتمع وكذا الأعطاب المجتمعية للفئات التي يستهدفونها.
من بين العبرالمستنبطة كذالك ومن خلال الأحداث المتسلسلة التي تشهدها بلادنا في الاونة الأخيرة أن الإشاعات تؤثر في بعض القرارات الحاسمة في المؤسسات والشركات ، وبالتالي على سير العمل نهاية بمصير أمة ومستقبل البلد،ولعل مانشهده اليوم من خلال حملات مقاطعة بعض المنتوجات الإستهلاكية وما لها من تأثير على الاف الأسرالتي تجني قوت يومها وإعالة أطفالها كما لها تأثير على الإقتصاد الوطني بحيث عمد مجموعة من الأفراد إلى التهويل والإثارة في التعليقات، والمبالغة في التحليلات قصد تحقيق أهداف سياسية ضيقة مستعملين في ذلك”ذروع بشرية” قصد إطفاء الشرعية عليها،فهذه الممارسات اللاوطنية تؤدي دوراً سلبياً كبيراً حين تنبعث في أوقات الأزمات، وتُدس لتفتك بالمجتمع وتزعزع أمنه، عبر إثارة البلبلة والفتنة ،ففي أغلب الأحيان تكون الإشاعات غير منطقية وغير قابلة للتصديق، وعلى متلقي الخبر تحكيم عقله أولاً لمعرفة إن كان الخبر منطقياً أم لا، ثم التأكد من الجهات المختصة والرسمية من صحة الخبر.
فالعقلاء يؤمنون بخطورة وعواقب إطلاق وبث الشائعات، و على ضرورة مواجهتها بحزم وبقوة القانون والوازع الديني والانتماء الوطني كما يؤمنون بأن جماعات إسلاموية تستغل نفس الاعطاب المجتمعية لبيع الوهم للمغاربة وتبشيرهم بالعدالة والرفاهية بنفس منطق المشعود مع الكنز فترى المواطنين هائمين حالمين فقدوا رشدهم وارتموا في حضن الدجالين من السياسيين ليستفيقوا بعد ذلك من الوهم ويكتشفوا واقعا ازداد قتامة وبؤسا تماما كما حل بانصار المشعود الذي انتهى به الحال حبيسًا خلف القضبان في مخفر الدرك.